www.facebook.com/NessTunisia
ما حدث عشية اليوم في المستشفى الجهوي بقفصة يدعونا الى استخلاص دروس كثيرة ٠
ما حدث : مواطن ،عامل يومي في البناء رافق زوجته الحامل الى المستشفى وهي على أبواب الولادة ،قادم من مدينة المتلوي ،حيث أن الطبيبة البلغارية ( على ما أظن ) هناك في إجازة سنوية وليس ثمّة من يعوضها ، قابله الطبيب المناوب ، وأسرّ له بأنّ عليه أن يدفع له 250 د إن أراد أن تضع الزوجة مولودها وتغادر معافاة ، الرجل ، نظرا لقلة ذات اليد والحالة النفسية رفض واحتجّ ، وبعد أن تمّ تركيب السيروم للمرأة ، شاهدت ذلك بنفسي فيما بعد ، ضغط الطبيب وطلب من الرجل إخراج زوجته لأنها ليست بعد على أبواب الولادة ، ثم حصل أن تدخلت جهات كثيرة مشكورة مساندة للرجل وانتهى الأمر بأن حولت المرأة الى مستشفى محلي آخر لكي تُفحص مرة أخرى ، ووصلتني منذ حين مكالمة تؤكد أن المرأة ،ربما تضع مولودها يوم غد أوبعد غد ٠
في المستشفى ، اشتكى عدة مواطنين من هذا الطبيب وأكدوا أنه يطلب هذه المبالغ كي تحظى الزوجة بعناية أكبر عند الولادة، ووجدنا صعوبة في توثيق ذلك ، علما وأنه متعاقد مع المستشفى حيث يأتي لفترة محددة ، أسبوعيا، من إحدى مدن الشمال ، وفضلا عما يتقاضاه من الدولة فهو يلجأ لابتزاز المواطنين بالطريقة المذكورة ٠
علينا أن نعي الدرس وتستخلص العبرة مما حصل
لمذا نلجأ الى هذه الطريقة في الانتداب ؟ أين الأطباء ،أبناء الجهة ؟
عيادات كثيرة منتشرة في المدينة وأصحابها من ذوي كل الاختصاصات إلاّ أن الكثير منهم عازف عن العمل في المستشفيات العمومية وتقديم الخدمات الصحية لمن لا تسمح ظروفهم بالاقتراب من العيادات ٠
علينا البحث عن حلول لمشاكلنا ، محلياً سنقترح أن تُعقد جلسة عامة مع كل أطباء الجهة الخواص وأن نبحث عن سبل متعددة لتعاون هؤلاء الإخوة وتسخير بعض وقتهم للمستشفيات العمومية ، وتشترك في ذلك معادة الأطباء٠عند الاستماع اليهم من قبل السلطة والتفاعل المشترك يمكن التوصل الى حلول وإيجاد إطار تعاون ٠
كلنا نتألم ، حين نرى الطبيب الصيني والبلغاري والأوكراني ، مشكورين ،يقدمون خدماتهم لمواطنينا في المستشفيات، في حين ، يكون ابن الجهة على بعد أمتار من المستشفى ، يرفض ذلك ويفضل الاقتصار على العمل في عيادته بحثا عن الثراء السريع ٠
حلول أخرى كثيرة ، ربما يقترحها الأصدقاء ٠
جدير بالتذكير أن مشروع قانون اُقترح مناقشته في المجلس التأسيسي حول عمل دوري لأطباء الاختصاص في مدن الداخل ، وتحديدا المتخرجين الجدد منهم إلاّ أنّ موجة من الاستنكار والاحتجاجات انتشرت شارك فيها الأطباء وطلاب الطب أبناء جهات الداخل أنفسهم !
فأجّل المشروع ! وربّما قُبر ٠
وبطبيعة الحال فإن المواطن المفقّر ذا الدخل المحدود هو من يدفع الثمن بعدما ظن أنه سيقطف ثمار الثورة ، ولو بعد حين ٠
